مشاركة مميزة
لا بد وأنك شاهدت في المسلسلات والأفلام الأجنبية أبواب المراحيض العمومية ذات الفجوات الكبيرة من الأعلى والأسفل وعلى الأغلب أنك تساءلت عن سبب وجود تلك الفجوات، رغم مدى أهمية الخصوصية في مثل تلك الأماكن. فهذه الأبواب بفجواتها الكبيرة من الأعلى والأسفل والفتحات من الجوانب، تتيح لأي شخص فضولي، إن تمكن من الوقوف في المكان المناسب، إلقاء نظرة غير مرغوب بها.
قد لا يشعر المرء بالراحة داخل إحدى تلك المراحيض، لكن هناك جدوى لهذه الأبواب بهذه الشاكلة
---- فهي تضمن سير الدور بسلاسة، وتحول دون قيام أحدهم بأفعال غير مرغوبة أو مقرفة داخل المرحاض. لكن تبقى هناك بعض الحالات الشاذة لأشخاص، لا يردعهم كونهم مرئيين جزئياً لمن في الخارج، تتمثل في تركهم المرحاض في حالة مزرية، والموظفون المسؤولون عن التنظيف وراءهم خير شاهد على ذلك.
---- ومن ناحية أخرى، تتيح هذه الفجوات إمكانية معرفة المرحاض الفارغ دون الاضطرار للطرق على أبواب جميع المراحيض. نظرة سريعة من خلال تلك الفجوات السفلية تبين لك فيما إذا كان هناك مرحاض متاح.
---- تسهل الفجوات السفلية لهذه الأبواب عملية تنظيف الأرضيات أيضًا
هذه الفجوات مهمة لدواعي الأمان، فإن عانى شخص في الداخل من طارئة صحية ما، كفقدان الوعي مثلاً، فسيلاحظونه الآخرون بسهولة. وفي حال علق مستخدم هذه المراحيض داخل إحداها ولم تكن هناك فرصة لفتح الباب لسبب ما، فبإمكانه التسلل من إحدى تلك الفجوات كخيار أخير.
قد يرى البعض أن الخصوصية التي تتيحها الأبواب التي بلا فجوات تستحق الاستغناء عن الميزات التي تأتي بها تلك الفجوات.
لكن دعنا نعرف كيفية معرفة المرحاض الأكثر نظافة، وذلك بالاستعانة بالعلم قليلاً!
ترى الدراسات أنّ المرحاض الأقرب لباب الحمام عادة ما يكون الأنظف، لأن معظم الناس يميلون لاستخدام المرحاض الأبعد. وربما قد تكون لاحظت ذلك بنفسك أيضاً! لذلك في المرة القادمة جرب استخدام أول مرحاض تمر به. لا يمكننا أن تأكيد نظافته دائماً، لكن حالته ستكون أفضل مقارنة بغيره.
تقول إحدى الدراسات أن المراحيض الموجودة قرب الباب تكون أنظف، في أغلب الأحيان، من المراحيض الموجودة في نهاية غرفة الحمام
وعلى ذكر نظافة المراحيض العامة، فإن العديد مننا لا يثق تماماً بمن سبقه في استخدام المرحاض فيقوم بوضع عدة طبقات من المناديل الورقية على كرسي الحمام. لكن هل لهذا جدوى فعلاً؟
رغم أنها فكرة جلوسك عارياً في مكان جلس عليه شخص عارٍ قبلك قد تبدو مقرفة، لكن صحياً، لا جدوى من القيام بوضع تلك المناديل. فلا توجد أمراض تنتقل عن طريق أفخاذ البشر! هناك مرض واحد يمكن أن ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة وعليك أن تقلق بشأنه، وهو عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين CA-MRSA لكن لم يُبلّغ عن أي حالة عدوى بهذا المرض سببها تلوث المراحيض العمومية.
وبالمناسبة، أنت أكثر عرضة للإصابة بالجراثيم عندما تدفق الماء في حوض المرحاض بضغطك على زر خزان المرحاض، وخصوصاً إذا لم تغلق كرسي المرحاض. فالجراثيم ستنتشر في الهواء على ارتفاع 6 أمتار بهذه الطريقة. لذلك ينصح العلماء بإغلاق كرسي المرحاض قبل دفق المياه، ويفضل استخدام قدمك في الضغط على زر الخزان إن كان بإمكانك ذلك، لأن يدك ناقلة جيدة للجراثيم، فعليك تجنب محاولة أن تلمس بها قدر المستطاع الأسطح غير المرغوبة. وتأكد من غسلها بشكل جيدٍ دائماً.
في الحقيقة، إن تجفيف اليدين بالهواء الساخن بدلاً من تنظيفهما بالماء والصابون ليس أمراً عملياً، بل يترك الكثير من الملوثات على اليدين
لنلقي نظرة على خارج المرحاض الآن. قد يرى البعض أن استخدامهم لمجفف اليدين الهوائي يجعلهم بمنأى عن الجراثيم التي قد تأتيهم من استخدام المناديل الورقية الموجودة في المراحيض العامة، لكن هل هذا صحيح؟
للأسف، الجواب هو لا، ، فالمجفف الكهربائي الذي يصدر الهواء الساخن يترك ملوثات أكثر مقارنة بالمناديل الورقية.
هل تدري أين تقع أكثر المراحيض العمومية قذارة؟
تُعتبر مراحيض الطائرات أقذر المراحيض العمومية في العالم، وذلك لأنها تُنظف بصورة أقل.
الجواب بسيط للغاية، هذه المراحيض تقع في الطائرات. نعم، فهذه المراحيض نادراً ما تُنظّف بشكل جيد ما بين الرحلات، ووجدت إحدى الدراسات أن مقابض أبواب المراحيض في الطائرات تحمل الإشريكية القولونية طوال الوقت.
على أية حال، يرى العديد من الناس أن هذا الحديث كله بلا جدوى، فهم لا يستخدمون المراحيض العمومية من الأساس. فهناك مما يعانون بما يُعرف بمتلازمة المثانة الخجولة أو Paruresis والتي يعاني صاحبها من عدم قدرته على التبول في حال وجود الناس من حوله. ها نحن أخيراً قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا المجنونة لسبر أغوار المراحيض العمومية. هل وجدتموها مفيدة حقاً؟
.